كان لرجل ولد يحب اللعب حبا كثيرا و يكره العمل كرها شديدا و كانت الام تخفى عن زوجها حال ابنه الكسلان
وهي تفتكر جهلا منها ان ذلك من الشفقة على ولدها وذات يوم سال الرجل عن ابنه فوجده يضيع وقته كل يوم
في اللعب الكثير فارسله الى نجار ليشتغل في دكانه واتفق النجار على ان يعطي الولد قرشا في اليوم اجرا له
ولكن الولد كان يخرج في الصباح مظهرا امام والده انه يذهب الى دكان النجار وكان يقضي يومه اللعب والكسل
فاذا انتهى اليوم ذهب الى امه لتعطيه قرشا من عندها ليسلمه الى ابيه وقد كان الاب ياخذ القرش ويرميه بعيدا في
الطريق لانه عرف بذكائه ان زوجته هي التي كانت تعطي ابنها القرش حبا لراحته ولما نفذت نقود الام قالت
لابنها ارجو يا بنى ان تذهب اليوم الى العمل لان لم يبقى عندي قروش اعطيك منها قرشك اليومي فذهب للعمل
ورجع اخر النهار ومعه القرش الذي اشتغل به فاخذه منه والده اراد ان يرميه كعادته فصرخ الولد وامسك بيدابيه
وقال لاتفعل يا ابي فاني كسبت هذا القرش اليوم بتعبي فلا يهون على ان يضيع كما ضاع غيره من القروش
التي كنت اخذها من امي في الماضي وعرف الاب ان ابنه احضر هذا القرش باجتهاده وشغله وانه صار ولدا
مجتهدا وترك اللعب والكسل فسر وفرح كثيرا ثم اجتهد الولد في صنعته واتقنها اتقانا عظيما فنجح نجاحا باهرا
بفضل اجتهاده حتى اصبح زملا ؤه يستعجبون كيف صار هذا الكسلان صانعا نشيطا نافعا لوطنه وبلاده